مقال للدكتور احمد نعمه بعنوان الشواهد القرآنية

IMG-20201220-WA0004

بقلمي الرصاص

د.احمد نعمه
كلية الآداب قسم الترجمة
الشواهد القرانية

يعتبر القرآن الكريم من أصدق الكتب التي عرفتها البشرية، فيه خبر ما قبلنا وما بعدنا حيث كان ولا يزال موضع اهتمام المسلمين، فقد اهتموا بحفظه وتدوينه وجمعه وأصبح مرجع امور دينهم ودنياهم فأثّر فيهم, وفتح أمامهم آفاق واسعة من الوعي والمعرفة, وله الفضل الكبير في تطوير الوعي التاريخي للعرب عامة والمسلمين خاصة .
وقد اكد ذلك جمهور واسع من الكتاب الغربيين عندما اشاروا الى الأثر الذي احدثه القرآن الكريم في نفوس العرب والمسلمين , فقد صار الفرد المسلم يحس احساساً جاداً بالتاريخ وبشكل يختلف عن الأخرين, اذ ان القرآن الكريم ذلك التنزيل الإلهي الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه والذي تكفل الباري (عز وجل) بحفظه وصيانته من التحريف والتغيير بقوله عز وجل:(إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)(الحجر:9), ويمثل اقدم المصادر المدونة في دراسة التاريخ والشاهد الصادق على نقل الأحداث والوقائع التأريخية على مر الزمان.
وإن أقدم واكثر انواع الشواهد فاعلية لما يهدف اليه من الاستشهاد لدى المتعلم هي الشواهد القرآنية وبنسبة تفوق غيرها من الشواهد الشعرية والنثرية؛ بسبب إعتمادها العقل والحجة, فهي بذلك تحفز العمليات الفكرية لدى الطلبة وتهيئ لهم فرصة ربط الشاهد القرآني بالحدث التاريخي ومعرفة ما يحتج به ومن ثم تمكنهم من فهمها واستيعابها ثم توظيفها في العملية التعليمية, وبذلك اضحت الشواهد القرآنية ذات المدلول التاريخي محط اهتمامهم المختصين, وإن الذي يحسن إستحضار الشاهد القرآني عند الحاجة ويأتي به في موضعه تعلو منزلته بأرفع الدرجات وينال الظفر, ويعرف الشاهد :
أ‌- لغةً :
بأنه : اللسان ، لفلان شاهدُ حَسنٌ ، أي لسانُ مبينُ ، وتعبيرُ حَسنُ ، والشهادةُ : هي مَنْ عَلِمَ أمراً فيذكرُ ما عَلِمَ ، والشهادة : هي الخبرُ القاطعُ .
ب‌- إصطلاحاً :
بأنه : الآيات القرآنية التي تتضمن قصصاً وامثالاً من القرآن الكريم التي يختارها الباحث ويقرها الخبراء ليعرضها على طلاب (المجموعة التجريبية) في اثناء شرح الموضوع والتي تكون مناسبة للمعنى العام للمادة الدراسية المقرر تدريسها .
وفي هذا الصدد نجد إن المصدر الالهي المنزه يطرح منهجاً موحداً شاملاً يهدف الى توجيه المتعلم وبشكل جاد في التدبر والتأمل بالتاريخ على وفق منظور اسلامي، لما له من آثار ونتائج معرفية وعلمية على حاضر الانسان ومستقبله التربوي والتعليمي, وهذا ما يدعو الى عرض الأحداث التاريخية وربطها بالشواهد القرآنية التي تعكس مضمونها التاريخي العميق؛ لتعزيز تذكر المعلومات المطلوبة وسرعة الاجابة على السؤال والقدرة على التطبيق, وجاءت عملية عرض الشاهد القرآني الى جانب مادة كتاب التاريخ العربي الإسلامي للصف الثاني المتوسط مواكبة لكل ما تقدم ذكره وللإتجاهات التربوية الحديثة التي تنادي بان المتعلم قادر على استرجاع خبراته الماضية بمجرد وجود شيء له علاقة وهي بذلك تساعد على ترسيخ المادة في اذهان الطلبة، وتزيد في تحصيلهم وتحديد اتجاهاتهم ورغباتهم, ومن هنا جاءت فكرة دراسة استخدام الشواهد وتوظيفها كطريقة تدريسية في تحصيل مادة التأريخ العربي الإسلامي والاتجاه نحوها لدى طلاب الصف الثاني المتوسط .

894 المشاهدات