كلية العلوم الإسلامية تُنظم ندوة علمية حول مراعاة أحوال المخاطبين في الدعوة والتشريع

ضمن سلسلة الأنشطة العلمية التي تسعى إلى تعزيز الفكر الإسلامي الوسطي، نظّم قسم العقيدة والفكر الإسلامي في كلية العلوم الإسلامية وبالتعاون مع وحدة التعليم المستمر، ندوةً علميةً متميزة حملت عنوان “مراعاة أحوال المخاطبين في ضوء المناهج الدعوية”، وذلك يوم الثلاثاء 4 آذار 2025، على قاعة الأستاذ الدكتور محمد رمضان عبد الله -رحمه الله-.

حظيت الندوة بمشاركة نخبة من الأساتذة والباحثين وطلبة الدراسات العليا والأولية، حيث استعرضت محاورها المرونة التي تتميز بها الشريعة الإسلامية في مخاطبة الناس وفق أحوالهم المختلفة، مما يبرز عظمة الإسلام في تقديم الأحكام والتشريعات التي تراعي ظروف الأفراد وتنوع قدراتهم.

تناولت الندوة محاور علمية ركّزت على دور الشريعة الإسلامية في مراعاة ظروف الأفراد في الخطاب الدعوي والتشريعي، حيث استعرض الأستاذ المساعد الدكتور أحمد صباح عارف في مداخلته أهمية فهم أحوال المخاطبين في الدعوة الإسلامية، وأوضح كيف قدم الإسلام خطابًا مرنًا يتناسب مع كبار السن والشباب والنساء والأطفال، مستشهدًا بآيات قرآنية وأحاديث نبوية تعكس هذه الحكمة التشريعية.

وفي السياق ذاته، ناقش الأستاذ المساعد الدكتور مهند سعد قاسم الأبعاد التشريعية لهذا الموضوع، حيث سلّط الضوء على مراعاة أحوال الناس في التشريعات الإسلامية، متناولًا كيفية نزول القرآن الكريم بالتدرّج، وأهمية الرخص الشرعية في تسهيل العبادات والمعاملات، إضافةً إلى تنوع الكفارات وفق أحوال المكلّفين، والتفريق بين الخطأ والعمد في الأحكام الشرعية.

وفي ختام الندوة، أكد المشاركون على أهمية مراعاة أحوال المخاطبين في الخطاب الدعوي والتشريعي، مشددين على ضرورة تبني أساليب دعوية تتناسب مع اختلاف فئات المجتمع، بما يحقق الفاعلية في إيصال رسالة الإسلام الوسطية. كما أوصت الندوة بضرورة إبراز سماحة الشريعة الإسلامية في تعاملها مع مختلف الفئات، من خلال الأحكام التي تراعي ظروف الأفراد وقدراتهم.

وشدد الباحثون على أهمية التيسير في العبادات والمعاملات وفق أحكام الرخص الشرعية، بما يحقق مقاصد الشريعة في التخفيف ورفع الحرج، فضلًا عن تعزيز الفهم التشريعي للتفريق بين الخطأ والعمد في الأحكام، لضمان تحقيق العدالة التشريعية التي تقوم عليها أحكام الشريعة الإسلامية.