انعقادا_لمؤتمر_المركزي المشترك في الجامعة العراقية لتعزيز الأمن المجتمعي ومكافحة التطرف الفكري .

في إطار الجهود الأكاديمية والوطنية للتصدي للتطرف الفكري، انطلقت في الجامعة العراقية يوم الأحد 15 من كانون الأول لعام 2024 فعاليات المؤتمر المركزي المشترك تحت شعار “الأمن المجتمعي المستدام ودوره في تعزيز الاستقرار”. يهدف المؤتمر إلى تسليط الضوء على سبل مواجهة التطرف الفكري وآثاره السلبية على السلم المجتمعي، بمشاركة نخبة من الباحثين والمختصين من جامعات عراقية متعددة.
بدأ المؤتمر بعزف النشيد الوطني العراقي، تلاه تلاوة عطرة من القرآن الكريم، ثم قراءة سورة الفاتحة على أرواح الشهداء الذين ضحوا من أجل الوطن. بعد ذلك، ألقى الأستاذ الدكتور علي صالح حسين الجبوري، رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر، كلمة ترحيبية رحب فيها بالحضور والمشاركين، مشيدًا بدور الجامعات في تحقيق الأمن الفكري والمجتمعي. كما أكد على أهمية التعاون بين المؤسسات الأكاديمية والأمنية، مشيرًا إلى أن المؤتمر يعد فرصة مهمة لرفع الوعي المجتمعي وتعزيز الفكر المعتدل. ثم تم عرض فيلم وثائقي عن الجامعات المشاركة، تضمن أبرز إنجازاتها ودورها في نشر التوعية ومكافحة الفكر المتطرف.
الجلسة الأولى التي ترأسها الأستاذ الدكتور علاء عبد الحسن جبر السيلاوي من جامعة البيان، تناولت مجموعة من المواضيع الحيوية. افتتحت الجلسة بمحاضرة للأستاذ الدكتور حيدر علوان الساعدي، ممثل مكتب رئيس مجلس الوزراء، الذي تحدث عن دور اللجنة الوطنية الدائمة للتوعية والإرشاد المجتمعي في تحصين الشباب وتنمية قدراتهم، مشيرًا إلى أهمية الوعي المجتمعي في مواجهة التطرف. كما تحدث القاضي ناصر عمران من مجلس القضاء الأعلى عن أسباب التطرف العنيف المؤدي إلى الإرهاب، مشيرًا إلى ضرورة إيجاد حلول قانونية واجتماعية لهذه الظاهرة. كما اختتمت الجلسة بمحاضرة للأستاذ أحمد ناجي الشمري من مستشارية الأمن القومي، الذي تناول فيها دور الاستراتيجيات الأمنية في تحقيق الأمن المجتمعي، مؤكداً أهمية التنسيق بين الجهات المختلفة للحد من التهديدات الفكرية.
الجلسة الثانية التي ترأسها الأستاذ الدكتور محمد حميد عبد من الجامعة العراقية ركزت على دور الجامعات والمؤسسات الأمنية في تعزيز السلم المجتمعي. بدأ العميد الدكتور عادل علي محمد من وزارة الداخلية الجلسة بمحاضرة تحليلية حول التطرف العنيف في العراق والمنطقة، حيث تناول أساليب معالجة هذه الظاهرة وتقديم الحلول الأمنية والاجتماعية لها. بعد ذلك، استعرض الأستاذ الدكتور عمر عيسى عمران من الجامعة العراقية دور الجامعات في تعزيز قيم المواطنة وحماية المجتمع من مهددات السلم المجتمعي، مؤكدًا على أن الجامعات تلعب دورًا محوريًا في تحصين الأفراد ضد الفكر المتطرف. كما قدم الأستاذ حيدر معن كاظم من جهاز الأمن الوطني محاضرة حول أثر الإعلام والإشاعات في نشر التهديدات المجتمعية، مشيرًا إلى ضرورة تطوير استراتيجيات إعلامية مضادة.
أما الجلسة الثالثة، التي ترأسها الأستاذ المساعد الدكتور أنصيف جاسم حمدان من جامعة الأمين، فقد تناولت التحديات الأمنية وسبل مواجهتها. قدم الدكتور صفاء إبراهيم جاسم من جامعة الأمين، والدكتور حسين حيدر البخاتي من هيئة الحشد الشعبي، تحليلاً للتحديات الأمنية التي يواجهها العراق والمنطقة، مع التركيز على أهمية التعاون بين المؤسسات الأمنية والحكومية لمواجهتها. وفي ختام الجلسة، تحدث الدكتور أبا الفضل حسن طاهر من جهاز مكافحة الإرهاب عن دور المؤسسات في ترسيخ قيم المواطنة والحد من التطرف العنيف، مشيرًا إلى أن تعزيز قيم المواطنة يعد من أهم العوامل في بناء مجتمع مستقر وآمن.
تمثل هذه الجلسات العلمية جزءًا أساسيًا من المؤتمر الذي استهدف تقديم رؤى علمية وأمنية للحد من التطرف الفكري وتعزيز الأمن المجتمعي المستدام، مع التأكيد على ضرورة التعاون بين مختلف الجهات الحكومية والتعليمية والأمنية لتحقيق هذه الأهداف.
اختتم المؤتمر الختامي الذي عُقد تحت شعار “الأمن المجتمعي المستدام ودوره في تعزيز الاستقرار” بمجموعة من التوصيات الهامة التي تهدف إلى تعزيز الأمن المجتمعي ومكافحة الفكر المتطرف. شملت التوصيات ضرورة دمج قيم المواطنة والانتماء الوطني في المناهج الدراسية، وذلك من خلال إضافة مواد تهتم بتاريخ الوطن وحقوق الإنسان. كما تم التأكيد على أهمية إنشاء مراكز أبحاث ودراسات تركز على قضايا المواطنة وتطوير برامج تدريبية للأكاديميين والطلاب.
إضافة إلى ذلك، أكدت التوصيات على ضرورة تفعيل الأنشطة الطلابية التي تنمي مهارات القيادة والعمل الجماعي، مع تعزيز الحوار بين الطلاب من مختلف الثقافات والمذاهب لتعزيز التسامح والتفاهم. وأوصت بضرورة تدريب أعضاء هيئة التدريس على كيفية دمج قيم المواطنة في العملية التعليمية. كما شددت التوصيات على تطوير برامج توعية مجتمعية حول القضايا المؤثرة مثل الفساد والعنف.
كما تناولت التوصيات تعزيز دور الإعلام المهني في نشر الوعي، مع زيادة التعاون الدولي لمكافحة المحتوى الضار عبر الإنترنت. وأشارت إلى ضرورة إدراج مادة التثقيف الإعلامي في المناهج الدراسية لتزويد الأفراد بالمهارات اللازمة لتحليل المعلومات بشكل نقدي. وركزت التوصيات أيضًا على أهمية تحليل البرامج التدريبية للجماعات المتطرفة، وتقييم فعالية البرامج الحالية لمكافحة التطرف.
وفي الختام، شددت التوصيات على ضرورة تحديث المؤسسات الأمنية وتزويدها بالتقنيات الحديثة، واستخدام التكنولوجيا لمراقبة الأماكن العامة وتعقب الجرائم، لضمان تعزيز الأمن المجتمعي المستدام.
كما أكد المشاركون على أن هذا المؤتمر يمثل خطوة محورية في تفعيل الجهود الأكاديمية لدعم الأمن المجتمعي، وتسخير الإمكانات الوطنية لتقديم رؤى علمية تسهم في بناء مجتمع مستقر وآمن.



540 المشاهدات