الوقفة التأبينية لكلية الآداب لاستشاهد السيد حسن نصر الله وضحايا الشعب اللبناني

وألقى السيد عميد كلية الآداب الأستاذ الدكتور حسين داخل البهادلي المحترم قائلاً فيها :
إنَّ من يقرأُ الحركات المقاومة في كتب التاريخ يجدُ أنّها قد اختطت لنفسها مبادئ كمنهج ينظّمُ نضالها ضدَّ المحتلين والغزاة والعتاة ، ولا شك أنّ من تاريخنا العربي والإسلامي نماذج لحركات مقاومة أرعبت المحتلين، وخلّدت بطولات الأبطال في سِفر التأريخ ، وقد وقف على رأس تلك الحركات أبطالٌ افذاذُ وضعوا أرواحهم على أكفّهم في سبيل إعلاء كلمة الحق ورفع الظُلم والجور والعدوان عن شعوبهم وأوطانهم .
أيّها المتضامنون الكرام : في تاريخينا المعاصر تبرز قضية فلسطين كواحدةٍ من أهم القضايا في التاريخ العربي المعاصر، فمنذ أن بدأ الصراع العربي اليهودي ارتقت كوكبة كبيرة من قادة حركات التحرُّر بعد أن قدمت دروساً في التضحية والصبر والايثار، وبعدما أذاقت العدو الصهيوني المحتل مرارةَ الذل والهزيمة والانكسار ، وجعلته يتخبطُ في قتل الأبرياء العُزل من المدنيين نساء ورجالا، صغاراً وكباراً ، شيوخاً وشباباً . فضلاً عن اتباعه سياسة الأرض المحروقة .
أيّها الأخوة المتضامنون : بالأمس ودّعنا أبا جهاد وأبا إياد ( صلاح خلف) الذين حملا لواء المقاومة في منظمة التحرير الفلسطينية . ومن ثَمَّ السيد( عباس الموسوي) مؤسس حزب الله الذي أذاقَ المحتل ويلات الذٌل في جنوب لبنان .
ومن ثَمّ مؤسس حماس الشيخ ( أحمد ياسين) الذي أُغتيل رغم أنه كان مُقعدا ومن ثمّ توالى استشهاد القادة عبد العزيز الرنتيسي والشيخ إسماعيل هنية وكوكبة من مجاهدي الحركة .
واليوم نودّعُ نجماً علا في سماء المقاومة ومجاهداً قلّ نظيره في تاريخينا المعاصر والحديث، إذ بقي ثابتاً على المبادئ في نصرة أهلنا في غزة وفلسطين وتحرير الأقصى على الرغم من كلّ التحديات فكان صابراً ثابتا قويا لم ترعبه قوة المحتلين ومن يقف وراءهم ، فقد أعاد الموازنة إلى جبهات الحرب ؛ لا رجوع للصهاينة من شمال فلسطين إلا بانتهاء الحرب على أهل غزة .
أيها الأخوة المتضامنون: إن أفل نجمُ سيد المقاومة السيد حسن نصر الله فلا يعني النهاية . فإنَّ في الأمة نجومٌ سيدرك العدو اللقيط أيّ حماقةٍ ارتكبها ، ولا شك فإن هذه النجوم ستكمل الطريق الذي سار عليه المقاومون . وسيرتقون إلى بارئهم وهذا هو حال الابطال في عصور التاريخ .
أيها الأخوة المتضامنون : إن هذه الوقفة إنما هي للتعبير عن تضامن الشعب العراقي مع فقيد المقاومة السيد حسن نصر الله والشعب اللبناني الذي يتعرض لهمجية وحشية وسط صمت عالمي إزاء الجرائم المرتكبة بحق الشعبين الفلسطيني واللبناني ، وإننا لعلى ثقة بأنّ نصر الله قريب . وأخيراً نظمّ أصواتنا إلى قوافل الشهداء والمقاتلين وهي تردد :
لا ينام الثأرُ في صدري وأن طال مداه لا ولن يهدأ في قلبي وفي روحي لظاه أيها الأخوة المتضامنون الكرام : نقرأ سورة الفاتحة ترحما على روح الفقيد السيد حسن نصر الله وشهداء المقاومة في غزة وفلسطين ولبنان والعراق .