تحقيق التراث العربي المخطوط مظهرٌ إيمانيٌّ وواجبٌ وطنيّ
تحقيق التراث العربي المخطوط مظهرٌ إيمانيٌّ وواجبٌ وطنيّ
د سعدون أحمد علي الرَّبَعيّ
يُعَدُّ تحقيق التراث العربي المخطوط جهدًا علميًّا ووطنيًّا مُهمًّا لا يقلُّ شأنًا عن التأليف، فهو ثروة نادرة لا تعادلها ثروة، وله دورٌ كبيرٌ و مؤثرٌ في صنع الحضارة الإنسانية. والتعلّق بالتراث العربي المخطوط، وبذل الجهود الفردية والجماعية لحمايته وتحليله ودراسته والتعريف به بروح علمية واعية، هو أحد مظاهر الإيمان بالأمة وتاريخها وأمجادها، والعمل على ترسيخ أقدامها بين الأمم.
إنَّ تحقيق التراث العربي المخطوط هو وسيلة مهمة لتحقيق غاية أهم هي إحياء التراث العربي الذي قامت على أساسه النهضة الأوربية الحديثة. وأنَّنا نباهي الأمم الأخرى بحجم تراثنا المخطوط الهائل الموجود عبر العالم ونوعيته، والذي يقدره معهد المخطوطات العربية بثلاثة ملايين مخطوطـ، لذا يُعَدُّ أمرُ إحيائه غاية ينبغي أن تُدعمَ ماليًّا وفنيًّا بالوسائل المتاحة كلِّها. ولتحقيق ذلك ينبغي:
1- العمل على إعداد فهرس عام موحد للمخطوطات العربية – يُحدَّث باستمرار-، يوضع تحت تصرف الباحثين العرب يشير إلى التراث المحقق وغير المحقق.
2- توجيه مزيد من الاهتمام لتحقيق المخطوطات ذات المحتويات العلمية والاقتصادية والاجتماعية نظرًا لأهمية هذه الموضوعات، وقلة اهتمام الباحثين بها.
3- الدعوة إلى عمل الكشافات بأنواعها المختلفة( كشاف العناوين، وكشاف المؤلفين، وكشاف النسَّاخ، والكشاف الزمني وغيره)، لتيسير الوصول إلى المخطوطات غير المحققة ومن ثم القيام بتحقيقها.
4- تقديم المزيد من الدعم المالي والفني لمعهد إحياء المخطوطات العربية والمؤسسات العلمية المناظرة له لإنجاز المهمة النبيلة التي أسِّس من أجلها وهي العناية بالمخطوطات العربية الموجودة في العالم وجلبها وتصويرها بالتعاون مع منظمة اليونسكو.
5- وجوب تعميم الطرائق والوسائل العلمية الحديثة في حفظ المخطوطات وصيانتها وترقيمها وتعفيرها ومعرفة أنواع الخطوط والورق والحبر والكتابة والخطاطين والوقاية من الآفات التي تصيبها.